أيّ خيارات سياسيّة ممكنة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي؟
قال هشام العجبوني النائب في البرلمان المعلقة مهامه عن حزب التيار الديمقراطي خلال استضافته في برنامج ميدي شو اليوم الخميس 25 فيفري 2022 إنّه من الغريب أن ''نعيب صندوق النقد الدولي والعيب فينا لأننا اضطررنا للذهاب إليه للاقتراض بسبب الفشل في تحقيق استحقاقات الثورة وتغييب المسألة الاقتصادية طوال سنوات".
وتابع "لا ألوم الصندوق في الشروط التي فرضها على تونس لأنه من الطبيعي أن يضع تصوراته وكان يمكن للحكومات المتعاقبة أن تنطلق في الإصلاحات التي طالب بها الصندوق وأن يكون الدعم بالفعل لمستحقيه لكن تأخر ذلك مما عمق الأزمة".
سعيّد غير مسؤول عن الأزمة لكنّه عمقها
وأقرّ العجبوني أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد غير مسؤول عن الأزمة الحالية لأنها نتاج سنوات من سوء التصرف لكنه عمقها، قائلا "صندوق النقد الدولي لم يطرق بابنا بل نحن من ذهبنا إليه بسبب غياب التصورات عن كيفية خلق الثورة الوطنية".
وتساءل "اليوم العالم يركّز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية لكن أين تونس من ذلك؟"، مشددا على ضرورة بناء مقومات اقتصاد وطني يخلق الثورة ولا يقصي أي جهة.
كما لفت ضيف ميدي شو إلى أنّ المشكل يتمثّل في أن النفقات العمومية تضاعفت والمديونية كذلك "لأننا قضينا 10 سنوات في حلول ترقيعية".
واعتبر النائب في البرلمان المعلقة مهامه عن حزب التيار الديمقراطي أنّ الإصلاح الاقتصادي يتطلب وضوح الرؤية والثقة في المؤسسات "وقيس سعيد اختزل كل مؤسسات البلاد في شخصه، وبينما البلاد تغرق ركّز هو جهوده على مهاجمة معارضيه".
صندوق النقد ساهم في تفقير الدولة والحيتان الكبيرة تمعشت من الوضع
من جانبه أكّد محسن النابتي الناطق الرسمي باسم حزب التيار الشعبي أنّ رئيس الجمهورية وضع الترويكا والإخوان وصندوق النقد الدولي أو ما يطلق عليهم ''مثلث برمودا''، هدفا لهجومه لأنهم نكلوا بالتونسيين طوال سنوات.
وقال "منذ العودة للتعامل مع صندوق النقد سنة 2012 عاد التحكم في تونس ومن كانوا في الحكم كانوا أداة لتنفيذ الشروط وساهموا في تدهور الأوضاع"، متابعا "الملف الاقتصادي هو أحد الملفات الجوهرية والصندوق ساهم في تفقير الدولة والشعب في المقابل تمعشت الحيتان الكبيرة من ذلك، حسب تعبيره.
وشدّد النابتي على أنّ رئيس الجمهورية مطالب بالتفاوض مع صندوق النقد وبحث كيفيّة التخلص من سيطرته على تونس، إضافة إلى إيجاد حلّ للاقتصاد الأسود الذي لا يدفع الجباية والمؤسسات الخاسرة التي لا تساهم في صنع الثورة.
سعيّد مطالب بالتخلّي عن عقلية لعب دور الضحية
بدوره اعتبر حاتم المليكي النائب المستقل في البرلمان المعلقة مهامه، أنّ رئيس الجهورية مسؤول بنص الدستور عن حماية الدولة ومسؤول عن السياسة التنفيذية للدولة ويجب أن يجد الحلول للوضع الصعب.
وقال في هذا الصدد "استنزفنا قدرات المؤسسات العمومية بالتوظيف العشوائي أضاف إلى ذلك انهيار الدينار وارتفاع المديونية كلها مؤشرات كانت توحي باقتراب الأزمة"، متابعا " من المستحيل اليوم بالموارد الذاتية للدولة وعلى ضوء الترقيم السيادي أن نستطيع إيجاد التمويلات اللازمة لهذا فتونس مجبرة على التفاوض مع صندوق النقد الدولي".
واعتبر المليكي أنّ رئيس الجمهورية مطالب بتحمّل مسؤولية شعبه على غرار ما كان يفعله الرئيس السابق الحبيب بورقيبة "لا أن تكون عقليته لعب دور الضحية".